الكويت بجانبكم، قد تكون هذه العبارة ترسخت في وجدان وأذهان الشعوب حول العالم قبل أن يتم تبني هذه العبارة رسميا في الهوية الإعلامية للمساعدات الخارجية لدولة الكويت في عام 2015، فالمساعدات الخارجية على المستوى الشعبي على الأقل بدأت قبل الاستقلال من خلال اللجنة الشعبية لجمع التبرعات لدعم مجاهدين الحرب في فلسطين في عام 1954، وترأسها في ذلك الوقت المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، وتلى ذلك قيام المساعدات الكويتية الإنسانية بمساريها التنموي و الإغاثي سواء كانت حكومية أو أهلية، بالمساهمة في نهضة الدول الشقيقة والصديقة اقتصاديا واجتماعيا، والتخفيف من معاناة المنكوبين. الدبلوماسية الإنسانية لدولة الكويت كانت ومازالت تلعب دور مهم في تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية على المستويين الرسمي والشعبي، وهناك عدة مواقف شاهدة على ذلك، فمنها على سبيل المثال خلال فترة الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990، وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكد أحد رؤساء الدول الأفريقية للمغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، مساندة بلاده للحق الكويتي قائلا بأنه لا يمكن لبلاده بألا تدعم دولة الكويت، وهي البلد التي أتى منها المغفور له الدكتور عبدالرحمن السميط، ومن الأمثلة الأخرى الراسخة كذلك في وجدان الشعب الكويتي هو التأييد الشعبي للحق الكويتي في بعض الدول والذي كان معاكسا لمواقف حكوماتها خلال محنتها في تلك الفترة. رسخ العمل الإنساني الكويتي من خلال استجابته لمختلف الأزمات والاحتياجات حول العالم منذ عقود روح التضامن الدولي مع الدول المنكوبة، و مع المجتمعات الفقيرة و الأشد فقرا، فجهود منظماتنا الإنسانية غير الحكومية تصب في مجال تعزيز الاستقرار و السلام المجتمعي و التنمية الاقتصادية ، و كافة جهودها الإنسانية المبذولة تقوم على أسس إنسانية بحته من دون أية أجندات سياسية وهو ما يميز العطاء الكويتي بشكل عام، لذلك نرى بأن النهج العام للدبلوماسية الإنسانية الكويتية يقوم على رفض أية تمييز بين عرق أو دين أو طائفة، مستلهمين ذلك من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ثم التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله و رعاه. وفي هذا الركن تجدون حجم الإنفاق العام للجهات الكويتية المانحة، بناء على قاعدة بيانات وزارة الخارجية